السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله و بعد
في البداية أرجو من كل من دخل الموضوع ألا يخرج منه قبل أن يقرأ الخلاصة التي في نهايته حتى لو لم يريد إستكمال قراءة الموضوع.
أعلم أن العنوان يحتاج توضيح. و ما أريد أن أقوله بإختصار عبارة عن عدة نقاط:
النقطة الأولى: " وهي سبب تسمية الموضوع" : مرتبطة بقول الله تعالى (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النور : 24 )
وقوله تعالى (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (فصلت : 21 )
و المعنى : أنه عند العرض على الرحمن يوم القيامة, إذا أنكر الإنسان شيئا مما قد عمله في الدنيا فيريد الله أن يقيم عليه الحجة والدليل فيأبى الإنسان أن يشهد عليه أحد إلا شاهدا من نفسه فيأمر الله أعضاءه بالنطق فتنطق بما قد فعله من معاصي
والمعنى الذي أريده هو أن الهاتف المحمول إذا كان ليس من جوارحك التي سوف تنطق فإن (( يدك وعينك و أذنك و لسانك )) الذين أستخدمتهم في الهاتف فهم من جوارحك التي سوف ينطقها الله ((أسأل الله أن يعافينا وإياك من هذا الموقف و أن يدخلكم الجنة بغير حساب و لا سابقة عذاب))
النقطة الثانية: ترتبط بقول الله تعالى (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر : 8 )
وقوله تعالى (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء : 36 )
أي أنه ما من نعمة أعطاك الله إياها إلا و ستسأل عنها سواء كان خير أم شر
و المعنى الذي أريده الهاتف المحمول أحد نعم الله عليك بلا شك.
و أعلم أنك يجب عليك أمرين تجاه نعم الله وهما:
أولا الشكر: سواء بالقول و السان والتحدث بنعمة الله أو بالقلب عن طريق الرضا بنعمة الله و العرفان بما يتصف به سبحانه من صفات الكرم والجود و الإحسان
ثانيا العمل بنعمة الله فيما يرضيه أو كما يسميه البعض (( الشكر العملي أو الشكر بالجوارح)) فلا يستقيم أن تحمد الله وتشكره في اليوم مأئة مرة أو حتى ألف مرة في حين أن هاتفك يمتلئ بأرقام الـ ....... أو يمتلئ بالأغاني أو تضع call tone أغنية أو يمتلئ بصور الـ ........ ((المحذوف معلوم))
النقطة الثالثة: ترتبط بقول الله تعالى تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) (الإسراء : 44 )
أي أن السماوات و الأرض وكل ما فيها من خلق الله سواء حي أو جماد فهو يسبح بحمد الله والمعنى الذي أريده هو أن الهاتف المحمول مثله مثل كل المخلوقات يذكر الله بدليل الأية الكريمة
و أذكر قولا لأحد السلف كان يقول (( لا تجعل ثيابك التي تلبسها و دابتك التي تركبها أكثر ذكرا منك لله )) و أنا أضيف إلى ذلك شيئا و هو أن تستحي أن يكون ثيابك أو دابتك أو هاتفك أو ... إلخ يسبح الله "بكيفية يعلمها الله " و أنت تعصى الله أو مقصر في فرائضه او جريء على ما حرمه الا تتفق معي أن موقفك وقتها سيكون في غاية الحرج أمام رب العالمين.
و الخلاصة
المطلوب من كل واحد منا :-
1- أن يعيد النظر في أستخدامه للهاتف المحمول
2- أن يستحضر دائما أن الهاتف نعمة و أن الهاتف يسبح و أنه سيسأل عنه
3- أن نبدأ حمله مصغرة لنشر هذا المفهوم
4- أن نوفر بدائل مفيدة لمن يريد التخلص من محتويات هاتفه التي يشعر أنها قد حملته الكثير من الذنوب في حق نفسه أو تعدت لغيره بنشره أشياء لا ترضي الله
5- أن يضع كل منا في هذا الموضوع شيئا ما يرى انه قد يفيد الآخرين في هذا الباب